في القرن الحادي عشر، شهد المغرب نقطة تحول حاسمة مع ظهور إمبراطورية المرابطين. لعبت هذه الإمبراطورية، التي أسستها سلالة من أصل بربري، دوراً حاسماً في توحيد المغرب. المغرب الغربي وتوسع الإسلام في شمال أفريقيا وإسبانيا. إمبراطورية المرابطين يمثل بداية ما يمكن اعتباره العصر الذهبي للمغرب في العصور الوسطى.
كان المرابطون في الأصل من قبائل صنهاجة البربرية التي كانت تحتل جنوب المغرب والصحراء. وتحت قيادة زعيمهم الروحي، عبد الله بن ياسين، قاموا بحملة واسعة للإصلاح الديني والعسكري، داعين إلى العودة إلى مصادر الإسلام السني. وقد مكنهم تشددهم الديني وانضباطهم العسكري من فتح أراضٍ شاسعة وتوحيد المغرب بأكمله تحت سلطة واحدة لأول مرة.
كان تأسيس مدينة مراكش عام 1070 على يد السلطان يوسف بن تاشفين بداية عظمة المرابطين. أصبحت مراكش عاصمة الإمبراطورية ومركزاً رئيسياً للتجارة والثقافة والدين. جذبت المدينة بأسوارها المهيبة وقصورها الفخمة العلماء والحرفيين والتجار من جميع أنحاء العالم، مما ساهم في تطورها.
وفي عهد المرابطين، وسع المغرب أيضًا نفوذه خارج حدوده. ونجحوا في غزو الأندلس، وفرضوا هيمنتهم على جزء كبير من إسبانيا المسلمة. تميزت هذه الفترة بنفوذ ثقافي وفكري استثنائي. فقد شجع المرابطون بناء المساجد والمدارس والمكتبات وشجعوا على بناء المساجد والمدارس والمكتبات، كما شجعوا تدريس اللاهوت والعلوم والآداب.
ومع ذلك، وعلى الرغم من قوتهم، واجه المرابطون تحديات داخلية وخارجية على حد سواء. فقد أثار تشددهم الديني وإدارتهم المركزية مقاومة، خاصة من قبائل البربر في الأطلس الكبير وأهل الأندلس. وعلاوة على ذلك، أدى وصول الموحدين، وهي سلالة بربرية أخرى تدعو إلى إصلاح أكثر صرامة للإسلام، إلى سقوط إمبراطورية المرابطين في منتصف القرن الثاني عشر.
ومع ذلك، ظل التراث المرابطي متجذراً بعمق في الثقافة والعمارة المغربية. لا تزال المعالم الأثرية التي بنيت خلال هذه الفترة، مثل مسجد الكتبية في مراكش، شاهدة على عظمة هذه الإمبراطورية. بالإضافة إلى ذلك، أرست مركزية السلطة والتوسع الإقليمي في عهد المرابطين أسس الدولة المغربية الحديثة.
كانت الإمبراطورية المرابطية فترة أساسية في تاريخ المغرب، تميزت بالتوحيد الإقليمي والتوسع الثقافي والديني والنفوذ الدولي. وقد كانت هذه الفترة إيذاناً بدخول المغرب حقبة من الازدهار والنفوذ التي ستشكل هويته لقرون قادمة.